إعادة نظر

كل قصة من قصص هذا الكتاب تحمل بين سطورها دعوة إلى إعادة النظر في نمط العيش الذي يتحكم بحياة البشر، بدءًا بالتفاصيل اليومية، مرورًا بطرق التفكير وأنماط السلوك ووطأة كثير من التقاليد والعادات والأفكار المسبقة والتنميطات التي يسلم إليها القياد، دون لحظة توقف أو تمهل وتفكير وإعادة نظر، وصولا إلى السيستم العام الذي يقود البشرية إلى مصير قائم. أما الأسلوب الذي كتب به الكتاب، فلقد صيغ على نحو يخدم هذا الغرض ويجذب إليه الأذهان، خصوصا في جانبه الساخر المهيمن على كم كبير من قصصه، ويطمح إلى فتح الأعين على ضرورة النظر إلى العالم والناس والأشياء نظرة مختلفة، والخروج عن الأفكار والرؤى المنقطة، والقطع مع النظرة القطيعية التي تعيد إنتاج الرثاثة إلى ما لا نهاية. إعادة نظر كتاب خط بروحية أمل راسخة، ولو ظهر في بعض ثناياه ما يوحي بالعكس، والكلمة الأولى والأخيرة فيه هي أن هناك دائما إمكانية لنظرة أخرى